+----
-قال تعالى ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا )
إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك
كان صلى الله عليه و سلم يقول: « مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل
راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها » [رواه أحمد وقال: حسن صحيح].
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : أخذ رسول الله بمنكبي فقال : « كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ».
سبيــــــلك في الدنيا سبيل ......... مسافر ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسان من حمل عدة ......... ولا سيما إن خاف صولة قاهـــر
ومن كانت هذه حاله في الدنيا، فهمته تحصيل الزاد للسفر، وليس له همة في الاستكثار من
الدنيا، ولهذا أوصى النبي جماعة من أصحابه أن يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب. قيل لمحمد
بن واسع: كيف أصبحت ؟ قال : ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة .
و الحال الثاني: أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم البتة، وإنما هو سائر في
قطع منازل السفر حتى ينتهي به السفر إلى آخره، وهو الموت ثم البعث ثم الوقوف بين يدي الله
في يوما كان مقداره خمسين الف سنه إنه يوم تشيب لهوله الولدان، وتضع كل ذات حمل حملها،
ومن هوله ترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، وفي ذلك اليوم يقف الناس
بين يدي الله عز وجل، وتدنو الشمس من العباد بمقدار ميل؛ فمنهم من يلجمه العرق إلجاماً،
ومنهم من يصل إلى حقويه، ومنهم من يصل إلى ركبتيه، وكل واحد يلجمه العرق بقدر ذنوبه،
كلنا نقف في ذلك اليوم لا تحسبوه للصحابة ولرسول الله، كلنا سوف نقف في ذلك اليوم حفاة
عراة، وإن عمَرنا سنيناً، وإن متنا قبل ذلك فسوف نقف في ذلك اليوم،
يقول صلى الله عليه وسلم: {يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم
السامع،وتدنو منهم الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون من شدة
الحر و العطش )
ومن رحمة الله بعباده ان وهب لنبينا الحوض يردونه ويشربون منه وهو دون الصراط وهذا وصف لحوض نبينا عليه الصلاة والسلام
قال
ابن عباس رضي الله عنهما: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف
بين يدي رب العالمين: هل فيه ماء؟ قال: إي والذي نفسي بيده إن فيه لماء،
وإن أولياء الله ليردون إلى حياض الأنبياء عليهم السلام)).
وأخرج
الشيخان عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من
المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منه لا يظمأ أبداً)) وفي رواية:
((حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من الورق))
وعن
أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بين ناحيتي
حوضي كما بين صنعاء والمدينة)) وفي رواية: ((مثل المدينة وعمان)). وفي
رواية ((فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء)). زاد في رواية:
((وأكثر من عدد نجوم السماء)) رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما
وقال
الجلال السيوطي في كتابه (البدور السافرة قد ورد ذكر الحوض من رواية بضع
وخمسين صحابياً منهم الخلفاء الأربعة، وأبي بن كعب، وأنس، والبراء بن عازب،
وجابر، وأبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة). وذكر بقيتهم.
قال في (التذكرة) (ذهب صاحب (القوت) إلى أن الحوض بعد الصراط والصحيح أنه
قبله). وهكذا قال الغزالي: (ذهب بعض السلف إلى أن الحوض يورد بعد الصراط
وهو غلط من قائله). قال القرطبيوالمعنى يقتضي تقديم الحوض على الصراط, فإن الناس يخرجون عطاشاً من قبورهم كما تقدم فناسب تقديمه)
وعن ربعيِّ عن حذيفة قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ حوضي
لأبعد من أيلة إلى عدنٍ، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم، ولهو
أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، والذي نفسي بيده إِنِّي لأذود عنه
الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه. قيل: يا رسول الله أتعرفنا؟
قال: نعم تردون عليَّ غُرّاً محجَّلين من أَثر الوضوء، ليست لأحدٍ غيركم)) .
ورواه مسلم في الطهارة بهذا اللفظ وبهذا السند
بعد
ذلك نعبر من على الصراط المستقيم إلى جنة عرضها السماوات و الأرض برحمة
الله .. جعلني الله و إياكم من أهل الفردوس الأعلى من الجنة .. آمين
و في نهاية هذا الموضوع اطرح عليكم سؤال للفائدة ..
قال الله سبحانه و تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر) ..
السؤال يقول هل الكوثر هو الحوض المذكور في الموضوع أم لا .. ؟!!